(طفل غزة يخاطب القدس)
الجرح أَشْعَلَ ناره عُتم الظلامْ
ومن الأنين تعلَّمَ الصمت الكلامْ
لقد سُقيِتُ من الهوان مرارةً
وأنا الذي مَنْ عمره دون الفطامْ
رقَّتْ لآهاتي الجبال بِشُمِّها
مِنْ حَرِّ آلامٍ لها صعد الغمامْ
نظرتْ إلَّي الشمس من عليائها
فبكتْ وراء السحب من خلف اللثامْ
أنا الذي جمر المآسي فرشه
وأنين آلامي تنوح له الحمامْ
لجراح آلامي الدواء مفارقاَ
ورميتُ في مشفاً تزيد به السقامْ
وكأنَّه قبرٌ بلا نورٍ عدا
صوت الأنين يلُفُه حولي الظلامْ
ناديتُ وا قدساه أين اخوة ال
إسلام رد بكربةٍ قوم السلام!!
ولدي لقد مات الإباء بروحهم
ورضوا بأن نلق العذاب وأن نسامْ
لرحابي أسريَ بالنبي محمدٍ
صلى بجمع الأنبياء هنا إمامْ
أتجرعُ الويلات من أيدي العدى
ويطيبُ في أجفانهم طعم المنامْ
فاصبِرْ بني كما صبر ت فإنهم
بالجبن مأسورون أمثال النعامْ
قم يا بني فمنك أرقب نصرتي
فأنا الكمان فكن بني له السهامْ
قم يا بني فمنك أرقب نصرتي
فأنا الكمان فكن بني له السهامْ
يا ثالث الحرمين وعداً إنني
لقرود صهيونٍ أنا الموت الزؤامْ
فمن الأنين لهم سأصنع مدفعاً
ومآتمٍ للموت ألبسها حزامْ
فإذا أتى موتي ومزق لي المنى
وعلى فراشي ذبتُ من ألم السقامْ
فاكتب على صدر الزمان عبارةً
من حبر دمِّي تخطه سنن العظامْ
يا من على موتي يقدم صمته
أنت المشارك جرم أنجاسٍ لئامْ
بدمي لقادتنا سأرسم أحرفاً
بصحائفٍ للدهر خالدةٍ قتامْ
يا من وُضِعت على المعابر حارساً
سيخلِّد التأريخ موقفك الهُمامْ
يا من تصافح كفَّ قتليَ يا ترى
أتبارك الإنجاز للعقد المقام؟
أعلى جماجمنا تصنع سلماً
لتعانق السفاح ترجو لك المقامْ
أإلى الذي بدمي يضرج كفه
يتلق تأديباً لجرمه بالوئامْ
يا قدس مليارً ونصفً خافهم
جمعٌ من الجبناء أوغادٌ لئامْ
ما من صلاح الدين يا قدسي نرى
في أمةٍ تعدادها يشكو الزِحامْ؟
منهم بُنيَ كما الأسود شجاعةً
لكنَ حولهم القيود هي اللجامْ
طاروا بأرواحٍ تجاهد ريثما
يتحرروا أو أن يموت ذوو الزمامْ
ندعو الإله بأن يفك حصارهم
وحصارنا من قادةٍ ذللٍ قِزامْ
فبقى جهاد المال واجبهم لنا
فكما عهدتهمُ فهم قومٌ كرامْ
يا من يريد مع الإله تجارةً
أرباحها الجنات في يوم الزحام
المال من سبق النفوس جهاده
في نطق قرآنٍ بآياتٍ عِظامْ
سبق الذي بالمال قدم نصره
ذاك الشهيد الطاهر العالي المقامْ
وجهاد دعوة نصرةٍ نرجو لنا
ترمي اليهود إصابةً مثل السهامْ
فمن الظلام الصبح يبسم ثغره
ويعانق الإسلام نصرٌ في الختام ْ